في مسألتي التَّاريخ والزَّمان: القديس أوغسطين نموذجاً
Https://Www.Mominoun.Com/Auteur/772 (
2023)
Copy
BIBTEX
Abstract
لعلَّ أهميَةَ دراسةِ فلسفةِ أوغسطينِ وتصوُّره عن فلسفة التاريخِ وعن مفهومِ الزَّمان مأتاها من أنَّ هذا المفكِّر يحظى بقيمة مزدوجة؛ إذ هو قبل كلِّ شيءٍ ينتمي إلى الفلسفة الغربية في العصر الوسيط؛ ولأن الأمر يتعلَّق بأكبر – وأوَّل – المفكرين المسحيين، والحقيقة أنَّ أوغسطين كان الوريث الشَّرعي للفلسفة المثالية التي جسَّدتها الأفلاطونية المحدثة، وهو في الوقت عَينِه يمثلُ قطيعةً مع الفلسفة القديمة. ولد أوغسطين في 354م توفي في 430م، عاشَ في خضمِّ فترةٍ مهمة من تاريخ الحضارة الغربية، وبالتحديد فقد عاش نهايات الإمبراطورية الرومانية، وعرف على اليقين جانباً من التداعيات البربرية ضدَّ روما سنة 410م. ويمكن أن نلاحظ أنَّ السياق الذي عاش فيه القديس أوغسطين لم يكن خالياً من التأثيرات الثقافية المتباينة، والتي انعكست على كتاباته وأفكاره، وعلى رُؤَاه اللاهوتية، وعلى فلسفته بوجه عامّ. درَّس أوغسطين الخطابة بقرطاجة، وسافر إلى روما وإلى ميلانو، إلى أن استقرّ به الحال سنة 395م في بون بشمال إفريقيا وعاش هناك إلى نهاية حياته.
ترك أوغسطين عملين رئيسين ومهمَّين، يعنينا النَّظرُ فيهما لتعلُّقهما بموضوعنا، هما: "الاعترافات"، و"مدينة الله"، وهما عملان ينفتحُ من خلالهما أوغسطين على قضايا فلسفية مهمَّة، وتعرضُ فلسفتهُ في التاريخ وتصوُّراته عن معنى الزَّمن؛ فما دلالة مفهوم التاريخ – الزمن – عند أوغسطين؟ كيف يمكننا تحديدُ دلالة الزمن في فلسفة أوغسطين؟