Abstract

عجيب أمر الفقهاء..وعجيب أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم رجال الدين..ضلوا الطريق إلى الله وأضلوا، سرقوا الله من جوهر مكنونه وعظمة أسراره، جردوه من أسراره القدسية، نزعوا عنه سيم الألوهية، صوروه على أنه قاطع طريق، أو فى أحسن الأحوال رب ديوث!!! لا يغار على عرضه!! ولا يأبه لعياله..ولا يهتم لمن أوكل إليهم الخلافة، بل جردوه عن كل شىء...عن الربوبية والألوهية والتقديس. قدموا صورة مغلوطة تنافى الله وتضاده، ولكنها ياللأسف.. ماقُدمت إلا باسم الله، قدموا أنفسهم على أنهم حماة الشريعة، فإذ فجأة نجد ألا شريعة لديهم ولا عقيدة ولا دين!! هى محض قشور قشرية لا لب لها ولا مضمون، قشريات جمعوها يُمنة ويُسرة، قدموها على أنها الدين..وصوروا أنفسهم الهداة المهديين، هم ملاك الحقيقة المطلقة، تلك المولود البغيض المشوه الذى لا وجه له ولا عينين، لا صورة له تشبه أبيه أو مصدره، الله رحمة ولكنهم أبوه إلا جلادًا...رحيمًا جعلوه جبارًا فى الأرض، مصلحًا صوروه ديوثًا...انقلبوا على الله واستبدلوه..ذهبوا ليدلوا الناس عليه فانقلبوا بدونه...هدموا جمهورية السلام والعدل والرحمة، وأقاموا على أنقاضها جمهورية القتل والسلب والسبى والهدر المتعمد لكرامة الإنسان، فلبئس ما استبدلوا به الله... ولبئس ما صوروا به ربًا ملك فعدل، وقدر فعفى، وحاسب فرحم، فكانت تلك الجمهورية مسخًا مشوهًا من جمهورية الله....